علاج الإدمان في المنزل

علاج الإدمان في المنزل بين النجاح والفشل

قد تبدو فكرة علاج الإدمان في المنزل من الحلول السهلة الميسورة لدى العديد من الأشخاص مدمني المخدرات خاصةً غير القادرين على توفير تكلفة علاج الإدمان دون مغادرة المنزل، ولكن على الجانب الآخر الذي لا يراه أولئك الراغبون في علاج الإدمان في المنزل أنه طريق غير مفضل من قبل رواد، وخبراء الطب النفسي، وعلاج الإدمان، فلماذا؟

لماذا لا يفضل علاج الإدمان في المنزل؟

يفضل الأطباء أن يُعالج المدمن في المراكز، والمصحات، والمستشفيات العلاجية المختصة التي تضمن الوصول إلى خدمة طبية، والوصول إلى مرحلة الشفاء من الإدمان دون أي مضاعفات أو مخاطر في طريق التعافي.

يُصاب الأشخاص بالإدمان بسبب حدوث خلل في الدماغ، وذلك الخلل يؤدي إلى الرغبة الشديدة في تناول بعض المواد، والعقاقير المخدرة، إلا أنه مع مرور الوقت، فإن الإدمان يؤثر تأثيراً سلبياً على حياة الأشخاص اليومية، ويعيقهم عن أداء المهام الحياتية بصورة طبيعية.

وقد يتسبب الإدمان في حدوث مشاكل صحية، واجتماعية، ومن هنا فلابد السعي في طريق علاج الإدمان على الفور، ولكن حديثنا في طيات هذا الموضوع حول إمكانية علاج الإدمان في المنزل من عدمه.

ولكن لن يكون الأمر بصورة عشوائية، ولن يكون الكلام دون أدلة، وبراهين، فإن علينا أن نعي بأن طريق علاج الإدمان في المنزل من أصعب الطرق، ولن يكون الأمر مفروشاً بالورود.

بل إن الشخص المدمن بالطبع، وكل من حوله سيعاني في رحلة التعافي، وعلينا أن نضع نصب أعيننا كيف نصل إلى مرحلة الشفاء من الإدمان دون خسائر.

اقرأ أيضاً

مصحة نفسية في الفيوم وأشهر 3 مستشفيات حكومية

ما الهدف من علاج الإدمان في المنزل؟

إن الهدف من علاج الإدمان في المنزل التي قد ظهرت بقوة على الساحة كأحد البدائل عن مستشفيات علاج الإدمان، وإخضاع الشخص المدمن إلى البرامج العلاجية الدقيقة، والإشراف الطبي المستمر حتى يتخطى المريض مراحل العلاج بأمان، ويصل إلى مرحلة الشفاء.

يهدف برنامج علاج الإدمان في المنزل إلى التخلص من إدمان المخدرات تماماً، والوصول إلى مرحلة الشفاء.

علاج الإدمان في المنزل
علاج الإدمان في المنزل

ويتكون برنامج علاج الإدمان من المخدرات في المنزل من عدة مراحل علاجية تخضع للإشراف الطبي من خلال المختصين.

  • تُسحب  السموم من الجسم في المرحلة الأولى، وعلاج الأعراض الانسحابية للمخدرات، وهي مرحلة العلاج الدوائي التي تمر بدون ألم في ظل استعمال أقوى أدوية علاج الإدمان.
  • تتمثل المرحلة الثانية في مرحلة العلاج النفسي، والتعرّف على الأسباب التي قد دفعت الشخص المدمن إلى الوقوع في حظيرة الإدمان، وتعاطي تلك السموم من أنواع المخدرات من أجل ضمان عدم تكرارها مرة أخرى من خلال الزيارات المنزلية التي يقوم بها دكتور علاج الإدمان.

وتستمر مرحلة المتابعة، والمراقبة من خلال المختصين حتى بعد الانتهاء من مراحل علاج الإدمان من أجل ضمان عدم الانتكاس، وعودة الشخص المتعافي إلى طريق الإدمان مرة أخرى.

أما عن كيفية إتمام مراحل علاج الإدمان في المنزل فإنها تتم من خلال ما يلي:

يفحص الطبيب المدمن فحصاً طبياً شاملاً من أجل التعرف على الوضع الصحي، والأمراض التي يعاني منها.

وعلي حسب شدة الحالة الصحية يقرر المختصين بإمكانية علاج الإدمان في المنزل أو حاجة الشخص المريض إلى مستشفى علاج الإدمان.

يختار الطبيب برنامج علاجي يناسب احتياجات الشخص المريض، وإيجاد الحلول الطبية للمشاكل الصحية التي تعرّض لها.

ويعالج الطبيب الأعراض الانسحابية للمخدرات من خلال بروتوكول دوائي حتي تمر تلك المرحلة العلاجية بدون ألم أو معاناة.

يقوم الطبيب النفسي بعمل زيارات دورية من قبل من أجل التعرف على الأسباب التي دفعت الشخص للوقوع في حظيرة الإدمان، ومن ثم العمل على علاجها من خلال خطة علاجية محكمة.

لا يتوقف العلاج المنزلي في مرحلة معينة من العلاج النفسي بل تستمر المتابعة حتى بعد إتمام مراحل العلاج من أجل تجنب الوقوع مرة أخرى في طريق الإدمان.

ما معايير علاج الإدمان في المنزل؟

أما عن إمكانية إتمام مراحل علاج الإدمان في المنزل من عدمه فهذا راجع إلى العديد من العوامل، والمعايير التي تتمثل فيما يلي:

  • لا بد من امتلاك المدمن تاريخ إدماني قصير، كما أن الحالة الصحية للشخص المريض ليست متردية بشكل كبير، ولا يعاني من أمراض جسدية، واضطرابات نفسية وخيمة.
  • إذا كان المريض يعاني من أعراض انسحابية خفيفة، يمكن للفريق العلاجي السيطرة عليها.
  • إذا كان المريض يعيش في الجو الأسري الداعم الذي يشجع على علاج الإدمان في المنزل، ولا يوجد ثمة أفراد يعانون من مشكلة مع إدمان المخدرات، ويشجع علي التعاطي.
  • في حالة إحكام الرقابة على المريض، ومنع وصول المخدرات أو تسريبها إلى المريض أثناء رحلة العلاج من الإدمان.

اقرأ أيضاً

أهمية العلاج النفسي والتأهيل السلوكي للمدمن للحد من الانتكاسة

ما فوائد علاج الإدمان في المنزل؟

تكمن الفائدة الوحيدة في التكلفة العلاجية المنخفضة، فعلينا أن نعي بأن تكلفة علاج الإدمان في المنزل أقل بالطبع من تكلفة علاج الإدمان في المستشفى. بالإضافة إلى عدم الابتعاد عن الأهل في رحلة التعافي، مما يمنح الشخص المريض شعوراً بعدم الغربة والألفة.

لكن القلق الكبير يأتي من أن فكرة علاج الإدمان في المنزل لا تجعلنا نسيطر على المريض، ومن ثم منعه من الوصول إلى المخدرات، مما يسهل من عملية تسريب المخدرات الأمر الذي يحتاج إلى الرقابة التامة من خلال المختصين.

ففي واقع الأمر، إن العلاج المنزلي لا يوفر البيئة الداعمة التي تشجع على العلاج؛ بسبب استمرار تذكر الشخص المريض بالذكريات الإدمانية التي تعيق عملية العلاج بجانب غياب المرضى الآخرين الذين يحفزونه على الاستمرار في رحلة العلاج، والتعافي من الإدمان.

الخلاصة

تكمن الخلاصة في إمكانية علاج الإدمان في المنزل من عدمه ضرورة الوعي بأن إدمان المخدرات من أكبر المشاكل التي تعاني منها المجتمعات العربية، والغربية، وتعاني من ظهورها ظهوراً كبيراً خاصةً في ظل الإقبال الشديد على إدمان المخدرات في ظل المشاكل الاجتماعية، والنفسية.

بالإضافة إلى الوعي بأن عملية علاج الإدمان لا تتم بصورة عشوائية،إذ يتم وفقاً لخطة علاجية منظمة يقوم بها الأطباء المختصون في مستشفى الحرية للطب النفسي، وعلاج الإدمان التي تحرص على توفير أفضل سبل العلاج التي تتناسب مع المرضى من جميع الفئات المجتمعية، والمراحل العلاجية.

بجانب ضرورة الوعي بأن كل مؤسسة، ومستشفى لعلاج الإدمان لها الأسس بعينها التي لا بد من اتباعها من أجل إنجاح برامج الإدمان، والوصول بالمريض إلى أقصى درجات التعافي، والشفاء.

ولكن يفتقر علاج الإدمان في المنزل إلى عملية التحكم الكاملة بالمدمن حتى نمنعه من تناول أي جرعات زائدة من المخدرات، لذلك من الأفضل علاج الإدمان في مستشفيات علاج الإدمان، والمصحات العلاجية الخاصة.

المصادر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *